طوبيا 14

وختم طوبـيت نشيده للرب حين فقد بصره كان ابن ثمانية وخمسين سنة وحين استعاده كان ابن ست وستين سنة وقضى بقية حياته يتصدق وينمو في مخافة الرب الإله والتسبـيح له ولما اقتربت ساعة موته دعا ابنه طوبـيا مع أبنائه وقال له ها أنا شخت وأشرفت على نهايتي فخذ بنيك يا ابني وارحل إلى ماداي لأني أؤمن بنبوءة ناحوم النبـي أن دمار نينوى أصبح قريبا وأن السلام يكون في ماداي وأن بني قومنا يبقون مشتتين في الأرض بعيدا عن أورشليم المقدسة الـتي تخرب ويحترق فيها هيكل االله ويقفر إلى حين وإن االله يعود فيرحمهم أيضا ويرجعهم إلى أرضهم حيث يبنون هيكلا غير الهيكل الأول إلى أن يحين الزمن الـذي فيه يرجعون من جميع أماكن سبـيهم ويبنون أورشليم والهيكل بمجد عظيم كما تنبأ أنبـياؤنا وتعود جميع الأمم إلى مخافة الرب الإله بإخلاص فيدفنون أصنامهم ويسبحون الرب ويعترفون له كشعبه والآن يا ابني إرحل عن نينوى لأن نبوءة يونان ستتم كما قلت لك إحفظ أحكام الشريعة وكن رؤوفا عادلا فيحالفك التوفيق إدفنـي وأمك معا بكرامة ولا تبطئ بعد ذلك في الخروج من نينوى وتذكر يا ابني ما فعله آمان بأحيكار الـذي رباه كيف جازاه شرا بإلقائه حيا في ظلمة القبر ولكن أحيكار نجا من هذه الظلمة وفيها سقط آمان وهلك وكيف تصدق منسى فنجا من مخالب الموت وأما آمان فسقط فيها وهلك فترى يا ابني ما يمكن أن يؤدي إليه الإحسان وكيف أن الصلاح هو الـذي ينجي ولما فرغ طوبـيت من كلامه فاضت روحه وهو على فراشه عن عمر يناهز المئة والثامنة والخمسين فدفنه طوبـيا بكرامة ثم دفن أمه معه بعد موتها وارتحل عن نينوى بزوجته وبنيه إلى مدينة أحمتا ونزل عند رعوئيل حميه حيث عاش أيامه وبلغ شيخوخة صالحة ودفن حمويه بكرامة وورث ميراثهما فضلا عن ميراث طوبـيت أبـيه ومات طوبـيا في أحمتا بماداي عن عمر يناهز المئة والسابعة والعشرين سنة وقبل موته سمع بخراب نينوى على يد نبوخذنصر وأحشويرش فابتهج وحمد االله لأنه رأى بعينه خراب نينوى 

تعليقات