العناية الالهية والملائكية من سفر طوبيا
لا ينظهر هنا في مسألة قيام عناية الله بالذين يؤمنون به عندما يكون في ضيق ويبدو ان قيامها واضح بل ينظر خصوصاً في الطريق التي تسلكها تلك العناية في وسط المحن فتستخدم ما يظن مصادفات متوالية لتحقيق تدبير سابق لسر لن يكشف عنه إلا في الخاتمة فاستجابة السماء لطوبيت في ( في ذلك الحين آستجيبت صلوات الاثنين أمام مجد الله فأرسل رافائيل ليشفي كلا الاثنين ليزيل البقع البيضاء عن عيني طوبيت فيرى بعينيه نور الله وليعطي سارة آبنة رعوئيل زوجة لطوبيا بن طوبيت ويطرد عنها أزموداوس الشيطان الخبيث فمن حق طوبيا أن تكون له قبل جميع الذين يريدون أن يتخذوها في ذلك الحين عاد طوبيت من ساحة داره إلى بيته وأما سارة ابنة رعوئيل فنزلت من العلية ) سفر طوبيت 3 / 16 - 17 من جهة وكشف رافائيل عن نفسه في ( سأخبركما بالحقيقة كلها ولن اخفي عليكا أي شيء كان سبق أن أعلنت فقلت لكما خير أن يكتم سر الملك أما أعمال الله فلا بد من الآعتراف بها بما يجب من التمجيد فحين كنت تصلي أنت وسارة كنت أنا أرفع ذكر صلاتكما إلى حضرة مجد الرب وكذلك حين كنت تدفن الموتى وحينما لم تتوان في القيام وترك المائدة والذهاب لدفن الميت أرسلت حينئذ اليك لأمتحنك وفي الوقت نفسه أرسلني الله لأشفيك وأبرئ سارة كنتك أنا رافائيل أحد الملائكة السبعة الواقفين والداخلين في حضرة مجد الرب ) سفر طوبيا 12 / 11 - 15 من جهة اخرى يشكلان قطبي القصة ومنفذو التدبير الالهي هم الملائكة فسفر طوبيا يشهد على تطور هذا المعتقد في أثناء الجلاء خصوصاً تحت تأثير الفرس فعدد الملائكة في ازدياد ولهم ووظائف خاصة ولا نرى في سفر من أسفار العهد القديم ملائكة يتخذون مثل هذه الصورة البشرية وكأنه يقصد بذلك ان عمل الله لا يفرض على الحرية الانسانية
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق